أسباب تدفعك لتعلم لغة جديدة
في عصر التقدم التكنولوجي،والإنفتاح الفضائي الذي نعيشه أختلطت الحضارات مع بعضها، وعرف الناس في الشرق عادات الناس في الغرب، وأصبح العالم يرى بعضه بعضا،
لكن عائق اللغة يبقى مسيطرا على جميع المشاهد التي لن تكتمل بدونه، أسباب كثيرة تدفعك لتعلم لغة جديدة،
فقد بات من الصعب جدا أن تعيش بلغة واحدة؛ العالم أصبح كالقرية الصغيرة لكن بالنسبة لمن لا يعرف إلا لغة واحدة فالأمر أعقد من ذلك بكثير.
ابسط مثال لو تغيرت لغة هاتفك المحمول إلى لغة لا تفهمها، بدون معرفة كيف تعيده إلى اللغة التي تتقنها لن تتمكن من إستخدامه..
حياتنا وأدواتنا لم تعد تنتمي إلا لغة واحدة بدءا من كوب القهوة الذي بات يحمل مسميات عالمية، إلى الأجهزة المتطورة.
لذلك إن كنت لا تملك إلا لغة واحدة فستشعر بالغربة بين المصطلحات الكثيرة التي دخلت على واقعك.
في هذا المقال سأسرد لكم بعض ميزات تعلم لغة جديدة على سبيل الذكر لا الحصر
فهيا بنا.
أثر تعلم لغة جديدة على صحة الدماغ
يقول الأطباء أن تعلم لغة جديدة يساهم في الحماية من شر الخرف، وبمعنى آخر يزيد من فاعلية وظائف الدماغ مثل الإنتباه والتركيز والتخطيط،
وحسب دراسة أجراها الطبيب البريطاني مايكل موسلي على عشرين شخصا يتعلمون اللغة الأسبانية، وتتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والستين عاما،
حيث أكد أن النتائج فاقت التوقعات بشأن نشاط الدماغ وقدرته على التركيز، كما أن التأثيرات كانت واضحة في مستوى الفهم والقراءة لدى كبار السن.
أثر تعلم لغة جديدة على الشخصية
تعلم لغة أخرى يزيد من ثقة الشخص بنفسه، وتفتح له نافذة جديدة للتفكير فيصبح واسع الأفق، وعميق التفكير.
كما أن ثنائي اللغة ينظر للأمور من عدة زوايا، ولديه القدرة على الإنتقال من فكرة إلى أخرى بمرونة، ويتسم بسرعة التبديل من المهام.
أثر تعلم لغة جديدة على الجانب العلمي
عندما تتقن لغة أخرى فأنت تفتح أبواب علوم مختلفة، ولعلك استشعرت ذلك في ما لو قمت بالبحث في قوقل…
مثلا عندما تبحث عن معلومة ما أكتبها في خانة البحث باللغة العربية، والإنجليزية ستجد كم هائل من المعلومات يكمل بعضه بعضا ويتسم بالتنوع.
وينطبق الأمر ذاته في ما لوكنت تتعلم عن طريق الإنترنت، أو لديك أبحاث، أو رسالة علمية….
كل هذا سيصبح أسهل لو فتحت نافذة اللغة الأخرى بجانب لغتك.
أثر تعلم لغة جديدة على الجانب العملي
دائما ما يضيف بند” أجيد لغة كذا، وكذا..” في السيرة الذاتية طابعا متميزا، ستكون أمامك خيارات كثيرة في وظائف متعددة.
في مسائل السفر ستكون أنت من ضمن المرشحين في مؤسستك للقيام بالمهمة.
أيضا إتقانك للغة سيمنحك فرصة أن تسافر وتعمل في بلد أجنبي، مما يزيد في تطوير حالتك المادية.
ختاما:
لا أجد أجمل من كلام الكاتب أحمد أمين_رحمة الله عليه_ حين تعلم اللغة الإنجليزية بعد طول كفاح فقال في كتابه الذي أسماه [حياتي] ص (١١٠) :
“ماذا كنت أكون لو لم أجتز هذه المرحلة؟
لقد كنت ذا عينٍ واحدة فأصبحت ذا عينين، وكنت اعيش في الماضي، فصرت أعيش في الماضي والحاضر،
وكنت آكل صنفا واحدا من مائدة واحدة، فصرت آكل من أصناف متعددة، على موائد مختلفة،
وكنت أرى الأشياء ذات لون واحد وطعم واحد، فلما وضعت بجانبه ألوانا أخرى، وطعوم أخرى تفتحت العين للمقارنة، وتفتح العقل للنقد.
لو لم أجتز هذه المرحلة ثم كنت أديبا لكنت أديبا رجعيا يُعنى بتزويق اللفظ لا جودة المعنى، ويعتمد على أدب الأقدمين دون أدب المحدثين، ويلتفت في تفكيره الى الأولين دون الآخرين.
ولو كنت مؤلفا لكنت جماعا أجمع مفترقا، أو أفرق مجتمعا من غير تمحيص ولا نقد، فأنا مدين في إنتاجي الضعيف في الترجمة والتأليف، والكتابة إلى هذه المرحلة بعد المراحل الأولى وهذه الزهرة الجديدة ألفت باقة مع الأزهار القديمة”.