في فيديو سابق على قناة الساعي للتعلم الذاتي كنت ذكرت إن من أحد الأمور اللي ممكن تستغل أجازتك فيها هي حفظ القرآن وتعلّمه,
والحقيقة إنه مفيش إنجاز أكبر من إنك تحفظ كتاب الله وتفهمه وتعمل بيه, علشان كدة هحاول جاهدا في الفيديو والمقال دا أساعدك من خلال تجربتي ببعض الخطوات العملية اللي تخليك تتقن حفظ القرآن الكريم وتعلمه بإذن الله.
الله سبحانه وتعالى يقول “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم” و إيه والله هو حق و صدق, القرآن بشبهه بالمغناطيس, عمر ما كانت حياة متضمنة على القرآن إلا وكان جالب معاه ماو أقوم من سلوك ومن خلق و من إيمان يملأ القلب
ف يا حظه من وفّقه الله لطلب حفظ القرآن وتعلّمه وجعل يومه لايمضي دون جعل ورد ثابت له ودون النظر في مصحفه
▫️قال قتادة رحمه الله: «لم يُجالس هذا القرآن أحدٌ إلا قام عنه بزيادة أو نقصان».
▫️قال الشيخ د. عبدالرزاق البدر: أي: زيادة في الإيمان، أو نقصان في الإيمان، زيادة في الإيمان إن أقبل على القرآن وائتمر به وعمل به، وإلا قام منه بنقصان؛ لأنه يرى الأوامر ويرى النواهي ولا يُبالي، وكأنها لا تعنيه؛ فیكون ما قرأه حُجة عليه.
[التبيان في شرح أخلاق حملة القرآن صـ ٣٧]
أول و أهم خطوة لإتقان حفظ القرآن الكريم
أول و أهم شيئ لازم تعمله هو الإخلاص و أن توضّح وتدوّن هدفك ونيّتك من حفظ القرآن, حفظ القرأن فرض كفاية وليس فرض عين و إنما الواجب عليك هو فهمه وتلاوته والعمل به
- قل أنا أحفظ القرآن ابتغاء مرضات ربي
- أحفظ القرآن تقربا لله بعلم كلامه والعمل به
- قل أنا أحفظ القرآن ليهذب سلوكي و أخلاقي
- قل أنا أحفظ القرآن كي أقيم صلاة الله و أرد الخطأ فيه
- أنا أحفظ القرآن كي أكون سببا في حفظه في الأرض
- و خيرها أن تحفظ القرآن لتعلّمه لغيرك فتكون خير الناس ويكون حق فيك قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلّمه)
ثانيا: تحقق من سلامة تلاوتك قبل الشروع في حفظ القرآن الكريم
أول خطوة بعد ضبط النية مباشرة هي التأكّد من صحة قراءتك للقرآن و سلامته من أي خطأ, ودا لأنك تهدف إلى حفظه ف طبعا لا يصح أن تحفظه على خطأ
والحل إذا كنت أول مرة تتعرض للآيات ف تجعل بجوارك إما شيخا حافظا أو أن تستمع إل تلاوات مسجّلة , و الأكثر تخصصا هو المصحف المعلّم بحيث أن القارئ يحفظ يكيفية تعلّمية تعين السامع على حفظ القرآن وهذا بالطبع مع النظر في المصحف
ثالثا: أتقن وردك من القرآن من أول مرة
أن تتقن حفظك من أول مرة, وهنا كلامي لا يعني أنك ستتقن القرآن عند أول تلاوة له, ولكن ما أقصده هو ألا تحفظ القرآن على وجود خطأ فيه أو نسيان, على ظن منك أنك ستعود إليه, وذلك لأنك ستعاني في حفظه بعد ذلك إن لم تتقنه من أول مرة لك
اجتهد ألا تقوم من مجلس حفظك للقرآن إلا و أنت متقن لوردك و حافظ له حفظا تاما
و مما يعينك على ذلك أن تحفظ كأنك على شفا امتحان عارض أو أنك مقبل على إقامة الصلاة بالناس في المسجد, فحينها لن تسمح لنفسك أن تنسى أو تخطئ في تلاوة القرآن الكريم
ومما يجعلك تتقن حفظ الورد الذي قمت بتخصيصه:
- أن تحفظ الورد المخصص على أجزاء صغيرة
- ثم تجمعها كلها
- ابعد المصحف عنك وقم بتسميعها خمس مرات كاملة
- إذا أخطأت في مرة كرر من البداية
- وهكذا حتى تقوم بتسميع الخمس مرات صحيحة دون أخطاء
4- تعرف على معاني الآيات والكلمات الغريبة, و ضوح المعنى ومعرفتك به سيعينك على فهم الورد وإتقان حفظه
ومما يعينك على ذلك هو كتابين المختصر في التفسير أو التفسير الميسر أو هناك موقع تفاعلي لشرح وتفسير الآيات كان سبق لي أن وجدته ستجده على الرابط بالأسفل (ضع صورة منشورك)
خامسا: الربط بين السابق والتالي من ورد القرآن الكريم
الربط: قم بربط أول الورد الجديد نبهاية الورد الذي يسبقه وذلك حتى تتمكن من استمرار حفظك وربط الأوجه ببعضها, فلا يكون حفظك للأوجه منفصلة وكأنها سور متفرقة
سادسا: سججّل لنفسك و أنت تحفظ القرآن الكريم
من الأمور التي ستساعدك على مراقبة حفظك والتأكد من ضبط التلاوة وسلامتها من الأخطاء أن تقوم بالتسجيل لنفسك و أنت تقرأ, ثم بعد ذلك تسمع لنفسك بالمتابعة مع المصحف فإن وجدت أخطاءا كررت تسميعك إلى أن تضبطه وتتقنه
سابعا: التكرار
بعد ما قمت بحفظ الورد بإتقان عن ظهر قلب قم بتسميعه وتكراره, ومما يعينك على ذلك أن تقوم بتسميعه بعد كل صلاة أو في المواصلات أو في الصلوات نفسها
التكرار هو مفتاح الإتقان في كل وقت ولكل ورد, و بعض السلف كان ليحفظ حديثا أو أي شيء يريده قد يعيد تكراره فوق الألف مرة
وهو قول النبي (تعاهدوا القرآن)
لذا يفضل أن تكرر يوميا الورد الجديد 50 مرة لتضبطه وتتقن حفظه و في اليوم التالي يصبح وردا سابقا وتكرره خمس مرات قبل البدء في الورد الجديد ثم بعد إتقان حفظ الورد الجديد تقوم بالربط بين الوردين و وصلهم معا
ومع التكرار سيكون وقت وجهد المراجعة أقل بكثير عن السابق والدليل هو سورة الكهف
ثامنا: المراجعة
كل يوم لابد أن تجعل لك وردا ثابتا من المراجعة وذلك مع الربط بين ما تحفظ وما حفظت, يمكنك أن تجعل وردك بمقدار ثابت يوميا أو أن يكون بنفس مقدار ما تحفظه من الجديد تراجعه من القديم
تاسعا: الربط بعيد المدى
بحيث أن تقوم بالربط بين ما حفظت في الـ30 يوما الأخيرة
عاشرا: الكتابة
وهي مرحلة متقدمة تساعدك على الإتقان بشكل هائل
كنت قد سبق لي أن ذكرت أنه من الأمور التي تعينك على إتقان أي شيء تريد تعلمه هو استعمال أكبر قدر من الحواس لديك
لذا فحاول أن تعمل جميع حواسك في حفظ القرآن ومن أبرزها كتابة وردك الذي تحفظه
10- الالتزام بمصحف ثابت وذلك لأن ذاكرتك الصورية ستحفظ شكل المصحف ونظام توزيع الآيات فيه, واختلافها بشكل متكرر هو مما قد يصيبك بالتشتت وصعوبة الحفظ
11- اربط المتشابهات
كل ما تتعرض لآية تشبه آية سابقة كنت حفظتها قم بالمقارنة بينهم, وذلك حتى لا تُخطئ في أي منهم عند التعرًض لقراءتها وذلك مما يعطيك رؤية واضحة وواسعة في الحفظ
12- ابعد عنك المصحف وانت بتسمع
بلاقي فارق فعلي وأنا براجع والمصحف في إيدي و هو مش ف إيدي , التسميع غيبا دون المصحف يعرضني لرهبة الخوف من النسيان ويجعل حفظي أكثر ثبوتا من مجرد الحفظ الشكلي للمصحف,
13- حاول أن تتعلم أحكام التجويد
قلت أن أول وأهم خطوة هي ضبط التلاوة وسلامتها ولن يعينك على ذلك مثل فهم قواعد و أحكام التجويد مما يسهل عليك الكثير في ضبطها دون عناء الحفظ, فالفهم أكثر عونا لك عن الحفظ
13- الالتزام بموعد ثابت والتفرغ له يوميا
14- وجود صحبة تعينك وتساعدك على الالتزام والاستمرارية
ولكن الأهم ألا تكون عائقا من خلال عقد المقارنات أو الإلهاء و أهدار الأوقات
وممكن أن يكون ذلك من خلال جروب على تليجرام أو واتساب وأن يلتزم أحدهم بنشر الورد بشكل يومي
14- التعرض للقرآن بشكل يومي إما بتلاوة أو استماع
15- استعن بالله والزم الدعاء له بالعون والتثبيت و أن يرزقك الاستمرار
16- في وصف الفيديو ستجد خطة كاملة شديدة الإحكام والضبط لمجموعة من أهل الخير نفع الله بهم, تقدر تنزلها على جهازك وتبدأ فيها من اليوم, و هتساعدك تختم حفظ القرآن في أقل من سنتين
القرآن الكريم حماية وحصن لنا وللأجيال الحالية, خصوصا في زمن الفتن والشبهات الذي نعيشه, ف حاولوا بالله عليكم تجعلوه أحد ثوابت أيامكم وتعاهدوا الله ألا تتراجعوا عنه ولو بالقراءة, و أن ترسخوا هدف تعلّمه في نفوس أولادكم, (إن هذا القرآن يهدي( والله الزمن اللي جاي لا عصمة للأجيال إلا بالقرآن
رزقنا الله و إياكم الإخلاص والقبول والهمة والعون على حفظه ورعايته
“يكفي أهل القرآن شرفاً .. ألّا تحسُّـرَ على أيامٍ مضتْ معه، أو ساعاتٍ صُرفت فيه” 🌱 أحمد المغيري